يمثل العيد الوطني الفرنسي في 14 تموز/ يوليو مناسبةً لجميع الفرنسيين من أجل الاحتفال برموز وقيم الجمهورية مهما كانوا في أنحاء العالم.
الحرية والمساواة والإخاء
إذا قلتم لأي مواطن فرنسي "الحرية والمساواة...."، سيكمل الشعار على الفور جربوا ذلك!
يعود تاريخ مفاهيم الحرية والمساواة والإخاء التي أكسبتها الثورة الفرنسية شعبية في عام 1789 إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر حين قرّب فلاسفة التنوير بين مفهومي الحرية والمساواة وروجوها. وأتاحت الثورة الفرنسية زيادة مفهوم الإخاء إلى المفهومين السابقين.
وخطّ الفرنسيون على واجهات منازلهم العبارة التالية "الوحدة، وعدم تجزئة الجمهورية والحرية والمساواة أو الموت". ولكن لم يُحتفظ بالجزء الأخير من الشعار نظرًا إلى ارتباطه بفترة الإرهاب.
وظهر الشعار الثوري مجددًا خلال ثورة 1848 التي أدرجته في دستور الجمهورية الثانية وذلك بعدما اضمحل ذكره في عهد الإمبراطورية الأولى.
وفرض الشعار الجمهوري نفسه بصورة نهائية إبان الجمهورية الثالثة وصار يُكتب على واجهة كل مبنى عام ابتداءً من 14 تموز/ يوليو 1880.
ويندرج شعار الحرية والمساواة والإخاء اليوم في الدستور ويمثل جزءً من التراث الوطني لجميع الفرنسيين.
الشعار الوطني المتمثل في العلم الثلاثي الألوان
بصر العلم الثلاثي الألوان النور إبان الثورة الفرنسية وجمع اللون الأبيض الذي يرمز للملك واللونين الأزرق والأحمر اللذان يرمزان إلى مدينة باريس. ويعود أصل العلم الثلاثي الألوان إلى شارة وطنية سلمها لا فاييت للملك لويس السادس عشر ولكننا نجهل أساس ابتداعها.
واتخذ العلم الثلاثي الألوان صورته النهائية في عام 1794عندما أصدرت الجمعية التأسيسية الوطنية مرسوماً ينص على أن الراية الوطنية "تتألف من ثلاثة ألوان وطنية مرتبة بخطوط عمودية، بحيث يكون اللون الأزرق متصلاً بسارية العلم واللون الأبيض في الوسط واللون الأحمر يرفرف في الهواء".
واندرج العلم عام 1958 في المادة 2 من دستور الجمهورية الخامسة الذي ينص على ما يلي: "العلم الوطني هو العلم المتكون من ثلاثة ألوان، الأزرق والأبيض والأحمر"
العرض العسكري يجسد الرابط بين الجيش والشعب
- 14 تموز/ يولي 2021
- Défilé militaire du 14 juillet 2021 sur l’avenue des Champs-Élysées à Paris Judith LITVINE | MEAE
يعد كل عيد وطني مناسبة لإجراء عرض عسكري في الشانز إيليزيه وذل منذ عام 1880 الذي حدد خلاله يوم 14 تموز/ يوليو يوم العيد الوطني الفرنسي
ويرمي عرض العسكري إلى أن يكون احتفالاً يجمع الشعب الفرنسي بأكمله وإلى تجسيد الرابط الراسخ بين الشعب الفرنسي وجيشه.
ويحضر الاستعراض رئيس الجمهورية الفرنسية ورئيس أو رئيسة الوزراء وأعضاء الحكومة ورئيسَا مجلس الشيوخ والجمعية العامة وسفراء أجانب وفي بعض الأحيان رؤساء دول أجنبية. ويجتمعون في المنصة الشرفية في أسفل الشانز ايليزيه في ساحة الكونكورد. وتحلق طائرات الدورية الفرنسية فوق الشانز ايليزيه ومن ثم تنزل مختلف القوات المسلحة بالدور من أجل إلقاء التحية على رئيس الجمهورية وممثلين السلطتين التنفيذية والتشريعية.